ميخائيل تال



ولد ميخائيل تال بالعاصمة اللاتفية ريغا عام 1936. وعندما بلغ الثامنة من عمره تعلم لعبة الشطرنج على يد والده، وبعد مدة قصيرة انضم الى نادي ربغا للشطرنج.
وتتطور مستوى تال بسرعة كبيرة، وبحلول عام 1951 تأهل لبطولة لاتفيا، واحتل في العام التالي مركزاً متقدماً على مدربه واحرز اللقب عام 1953. وحصل تال على شهادة في الادب من جامعة ريغا ودرّس المادة في المدارس في اوائل العشرينيات من عمره.
بطولة الاتحاد السوفياتي
تأهل تال لنهائي بطولة الاتحاد السوفياتي عام 1956، وانهاها باحتلاله المركز الخامس، فاصبح اصغر لاعب يفوز بالبطولة في العام التالي بعدما بلغ سنه العشرون. ولم يلعب العديد من الدورات الدولية ليفوز بلقب استاذ دولي كبير، الا ان الاتحاد الدولي للشطرنج منحه اللقب بعد انجازه الكبير في بطولة الاتحاد السوفياتي وحافظ تال على البطولة بالعام التالي.
بطولة العالم
شارك تال في تصفيات بطولة العالم للمرة الاولى عام 1958 ففاز بدورة بورتوروي والتي أهلته لبلوغ النهائيات في يوغوسلافيا عام 1959 واحرز لقبها ببراعة مسجلاً 20 نقطة من اصل 28 ممكنة ومتقدماً على بول كيريس بقارق نقطة ونصف وتبعه تيغران بتروسيان، فاسيلي سميسلوف، بوبي فيشر، سفيتوزار غليغوريتش، فرينك اولافسون وبال بينكو. وجاء فوز تال بعد سيطرته التامة على اللاعبين الذين احتلوا النصف الثاني من الترتيب العام، علماً انه خسر 1­3 امام كيريس وتغلب على فيشر بنتيجة ساحقة 4 ـ 0 وعلى غليغوريتش 3.5 ـ 0.5 وسجل النقاط عينها مع اولافسون وبينكو.
وفي عام 1960، وبعدما بلغ الـ 23 من عمره، تغلب تال على بطل العالم ميخائيل بوتفينيك في نهائي بطولة العالم التي اقيمت في موسكو وفاز عليه بنتيجة 12.5­8.5 مسجلاً ستة انتصارات و13 تعادلاً مقابل خسارتين، فاصبح اصغر بطل عالم في تاريخ لعبة الشطرنج (كسر رقمه القياسي الروسي غاري كاسباروف عندما فاز بالبطولة عام 1985 بعمر 22 سنة).
ولم تدم فرحة تال طويلاً باحرازه بطولة العالم إذ هو خسر اللقب في العام التالي مباراة الثأر امام بوتفينيك بنتيجة 8 ـ 13 خسر خلالها 10 جولات وفاز بخمسة وتعادل في ستة، وكان مرض تال الكلوي السبب الرئيسي في خسارته حين تفاقم خلال البطولة.
انجازات تال
بلغ تال اعلى تصنيف له في لائحة الاتحاد الدولي 2705 نقاط عام 1980. وبعد خسارته بطولة العالم امام بوتفينيك، ربح تال عام 1961 دورة بليد القوية متقدماً على مجموعة كبيرة من نجوم اللعبة خصوصاً فيشر، بتروسيان، كيريس، غليغوريتش، غيلير وناجدورف.
وخاض تال عدة تصفيات لبطولة العالم، فخسر عام 1965المباراة النهائية امام بوريس سباسكي، بعد تغلبه على المجري لايوش بورتيش والدنماركي بينت لارسن. وفي العام 1968 خسر المباراة نصف النهائية أمام السويسري فيكتور كورتشنوي وتسبب مرضه الكلوي بتراجع مستواه في العامين 1968 و1969، لكنه استعاده بعد عملية جراحية اجريت له تم خلالها استئصال كليته.
وفي عام 1979 فاز تال بتصفيات دورة ريغا، مسيطراً عليها بنتيجة 14 نقطة من اصل 17 ممكنة، لكنه خسر في العام التالي المباراة ربع النهائية امام ليف بولوغايفكسي.
وفاز تال بستة القاب ببطولة الاتحاد السوفياتي (1957، 1958، 1967، 1972، 1974 و1978)، وهو رقم عادله فقط بوتفينيك. كما فاز تال خمس مرات بدورة تالين الولية في استونيا اعوام 1971، 1973، 1977، 1981 و1983.
واحد اهم انجازات تال في اواخر مسيرته الاحترافية كان احرازه المركز الاول الى جانب البطل الروسي اناتولي كاربوف عام 1979 بدورة مونتريال وكانت آنذاك الدورة الاقوى التي اقيمت. وعام 1988، وبعدما بلغ الـ51 من عمره، احرز تال بطولة العالم للشطرنج الخاطف والتي شارك فيها بطل العالم كاسباروف. وشارك تال بالفوز في 8 ميداليات ذهبية الى جانب فريقه بالاولمبيادات مسجلاً 59 انتصاراً و32 تعادلاً مقابل خسارتين. ولعب تال 3000 جولة تقريباً، بلغ معدله 65% من عدد النقاط.
اسلوب تال
اعتبر تال ان "الشطرنج، قبل كل شيء فن"، وبلغ حبّه للعبة أن كرّس العديد من الوقت للعب جولات بالشطرنج الخاطف مع لاعبين غير معروفين وحتى مبتدئين فتميّز عن اسلافه بتواضعه تجاه منافسيه.
واعتُبر تال اقوى مهاجم بتاريخ لعبة الشطرنج وغلب الطابع التكتيكي على معظم جولاته فاعطي لقب "ساحر ريغا"، وغالباً ما ضحّى بقطع خلال الجولة لاخذ المبادرة التي تمكّنه من التهديدات المباشرة ووضع منافسيه في الحالة الدفاعية، وإحداث التعقيدات مما يدفعهم الى الوقوع في الخطأ حتى عند كبار الاساتذة.
مرضه ووفاته
عانى تال كثيراً من مرضه الكلوي خلال مسيرته الاحترافية فاضطر عدة مرات لدخول المستشفى للمعالجة، يذكر ان البطل اللاتفي كان من مدمني التدحين وشرب الكحول فكانت السبب الرئيسي لوفاته في 28 حزيران من عام 1992 في مستشفى في العاصمة الروسية موسكو.
 
 

Champions Copyright © 2011